هروب رئيس تونس! .. بهذا فاجئتنا الأخبار
أيقدر الشعب أن يثور .. ويُلحق بالظلم انهيار؟
ألهم أن يصطفوا .. ويعلو الهتاف بإصرار؟
فليس هذا بحلمٍ .. إنما واقع أحرار
فالحرية لن تكون .. بصمتٍ أو إنتحار
فلنجعل صورة صفحتنا .. دعوة لكل الثوار
***
في يوم خمسٍ وعشرين .. سنحشد كل الميادين
ونهتف ارحل يا مبارك .. ونردد حتى حين
ظنوها مجرد صورة .. ومجموعة شباب بائسين
في "كلنا خالد سعيد" .. و "رصد" مجرد تافهين
وظننتُ رغم عزمي .. ألا أجد مجـيـبـيـن
فجاء اليوم المعهود .. وأزال الشكَ اليقين
***
بنزول جمعٍ كبير .. يطالب بالتغيير
وحين أوهنهم فرقتهم .. وحدهم ميدان التحرير
وسقط أول شهيد .. في السويس المستثير
حتى جرى الدماء .. في المحافظات كثير
وعلت صرخة الغضب .. على الطاغي الحقير
***
وعن الإيذاع المصري .. يبث فيلمًا حصري
يكتمون صوت الشعب .. ويحمون من بالقصرِ
فنسوا انتصار الحق .. عصرا تلو عصرِ
فلم يقولوا صدقا .. وزادونا بعسرِ
***
وظل سلاحهم يدوي .. ويعلن علينا المعارك
وظل الصوت يعلو .. ويزداد من يشارك
(ارحل يا مبارك .. السعودية في انتظارِك)
وكأن لم يسمعنا .. ولم يبلغ مدارك
***
فعيَّن حكومة شفيق .. وتمسك هو بالعرش ِ
وظل الدم يسيل .. وبمال الشعب يُرشي
أعوانه إذ اجتمعوا .. يناصرونه بالغشِ
(إرحل يعني امشي .. ياللي مبتفهمشي)
***
فبث الذعر في البلاد .. وإتهم بها الكرام
وبث الفتنة والشك .. وضاقت بنا الأيام
ولكن الشعب تعلم .. طريق الحرية المُرام
وبكل صبر وعزم .. هتف الشعب بسلام
(اعتصام اعتصام .. حتى يسقط النظام)
وصارت يد مينا .. تمسك بيد إسلام
الله أكبر فوق .. كل متجبر ظلام
***
وفي آخر خطاب .. شد علينا المصاب
واستعد كل الأحرار .. لسلك طريق الصعاب
إلى عقر دار الظالم .. انتقل شيوخٌ وشباب
والنصر من عند الله .. إذ وضع فينا الأسباب
***
وجاء بخبر التنحي .. من يُدعى عمر سليمان
يا لقوة الشعب .. يا لفرح البلدان
يا لاستعادة مجد .. يسْطره تاريخ الزمان
فقد أسقط الشعب .. جبروت حاكم كان
وليس إلى السعودية .. بل بين يدي سجان
ولكن حاول الغدر .. مجلس عسكري جبان
لازال يطمع الحكم .. وخان العهد خان
وشن حرب نفسي .. وفكري فهو مُدان
استمر فوق السنة .. أشعلوا بها النيران
***
ولكن إرادة الشعب .. أتت بالرئيس المراد
به دهاءا وحكمة .. وعزم واستعداد
فهزم جمع السوء .. وأزال دستور أوغاد
قدوة وولي صالح .. يخشى رب العباد
يحسن فعلا وقولا .. ولا ينسى المعاد
اللهم فأعنه دوما .. وهون عليه الشداد
ووفقه لما ترضى .. ورد كيد الأعاد
فحمدا لله حمدا .. فالله خير هاد
وهذه حكاية وطن .. نفديه سكن الفؤاد