..في ذات ليلة من ليالي الشتاء الباردة والعاصفة رأيت قطة صغيرة عمياء حاولت مساعدتها لكني لم أستطع أن أعالج جرحها
قلت في حسرة لو كان الأمر بيدي لكنت ساعدتها و شفيتها ..
وعندما تمنيت حلما بشدة .. تخيلت كم هو جميل تحقيق الأحلام التي تكاد تكون مستحيلة , قلت في نفسي لو كان الأمر بيدي لحققت أمنيات البشر وجلست أشاهد تلك الفرحة في أعينهم بتحقيقها
ثم تماديت في ادعاءاتي حتى صرت أقول لو كان الأمر بيدي لجعلت كل انسان في هذه الأرض سعيدا .. لو كان الأمر بيدي لشفيت كل مريض ونزعت كل ألم وأعطيت كل فقير
مؤكد أن هناك من وقع في نفس هذا الخطأ ..
نعم إنه خطأ جسيم
فهل الله الذي يرعى كل خلية ضمن مليارات الخلايا في الجسد الواحد ويرعى غذاءها وتنفسها وحمايتها عاجز ان يفعل كل هذا؟
وهل يعجز الذي يدبر الأمر في قاع المحيط المظلم وفي أعالي الجبال ويوصل الرزق لكل الكائنات التى نراها والتي لا نراها بالعين المجردة عن تحقيق هذا؟
وهل يعجز الذي خلق كل شئ بنظام من أول الالكترونات التي تدور حول نواة الذرة وما تحويه من نيوترونات وبروتونات إلى الكواكب التي تدور حول الشمس وإلى النجوم والمجرات التي لا آخر لها عن تحقيق حلمي وحلمك؟
سبحانه وتعالى "فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
ومؤكد أن الله أرحم مني ومنا جميعا على كل الكائنات وما تلك الرحمة والاشفاق الذي زرع فينا تضاهي ذرة من محيط رحمة ربك
نتألم إذا رأينا شيئا مأساويا لأن عقلنا لم يدرك حكمته بعد
وكيف تظهر الأشياء الجميلة في هذه الحياة بغير تحفيز واختبار لها؟
كيف يظهر الصبر بدون ابتلاء؟
كيف يظهر الوفاء بدون الفراق؟
كيف تظهر العزيمة والاصرار بدون الفشل؟
كيف تظهر الشجاعة بدون الخطر؟
كيف يظهر الحِلم بدون الاساءة؟
كيف يخرج التحمل بدون الألم؟
كيف تخرج التوبة بدون الذنوب؟
وكيف .. وكيف ..
لا بد من حث كل تلك الصفات الجميلة على الظهور كي تذهب إلى مكانها - الجنة - فالجنة مكان كل جميل وكل طيب
أهل هذه الصفات هم من يستحقون هذا المكان الذي لا سوء فيه ولا ألم ولا شقاء ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فقد تم اختبارهم وقد نجحوا
وما هذه الدنيا إلا إختبار حتى يميز الله الخبيث من الطيب
"ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة"
فمن نحن كي نتخيل الأمر بيدنا أو نفترض ذلك "إنه كان ظلوما جهولا"
لست أدري متى تجرأت على هذا التخيل حتى تواجهت مع تلك الحقيقة:
لو كان الأمر بيدي أو بيد غير الله لكان العالم بؤسا حقيقيا ومحل تجارب وأهواء وعبث
وهنا علينا ان نتفكر في قول الله تعالى : " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "
"وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون "
..
فكم تمنينا شرا وظننا به خيرا .. وكم كرهنا خيرا وطننا به شرا
بل إننا قد نرى الخير كثيرا وفيرا فنبخل به ولا نعطي منه أحدا "قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِن رَحْمَة رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَة الْإِنْفَاق"
إننا ندعي الكرم والله هو الكريم العاطي الوهاب
والحقيقة أننا كذبنا عندما ادعينا اننا لو ملكنا الأمر لأعطينا أحدهم اكثر مما أعطاه الله
..
فماذا عن الكائنات الأخرى؟
وهنا أجيب بقوله تعالى "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ"
إنهم أمم أمثالنا يحكم الله بينهم كما يحكم بيننا ويعدل فيهم كما يعدل فينا ويجازيهم كما يجازينا وما أوتينا من العلم إلا قليلا
...
علينا أن نؤمن أن الأمر كله بيد الله وان أمره كله خير وتدبيره كله خير وحكمه كله خير نؤمن بجوارحنا وأفعالنا وقلوبنا
المطلوب مننا التوكل على الله (وليس التواكل) ومن ثم الدعاء .. إذا أحببت شخصا إذا تمنيت الخير لأحدهم فادع له الله ولا تقل أبدا (لو) ..
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" سورة المؤمنون
..
فلك الحمد يا الله على ما قضيت
ولك الحمد أنك أنت الله ولا إله سواك ولا متحكم في أمرنا سواك
الأمر كله لك .. ماضٍ فينا حكمك .. عدل فينا قضاؤك
والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
#تأملات_شخصية
قلت في حسرة لو كان الأمر بيدي لكنت ساعدتها و شفيتها ..
وعندما تمنيت حلما بشدة .. تخيلت كم هو جميل تحقيق الأحلام التي تكاد تكون مستحيلة , قلت في نفسي لو كان الأمر بيدي لحققت أمنيات البشر وجلست أشاهد تلك الفرحة في أعينهم بتحقيقها
ثم تماديت في ادعاءاتي حتى صرت أقول لو كان الأمر بيدي لجعلت كل انسان في هذه الأرض سعيدا .. لو كان الأمر بيدي لشفيت كل مريض ونزعت كل ألم وأعطيت كل فقير
مؤكد أن هناك من وقع في نفس هذا الخطأ ..
نعم إنه خطأ جسيم
فهل الله الذي يرعى كل خلية ضمن مليارات الخلايا في الجسد الواحد ويرعى غذاءها وتنفسها وحمايتها عاجز ان يفعل كل هذا؟
وهل يعجز الذي يدبر الأمر في قاع المحيط المظلم وفي أعالي الجبال ويوصل الرزق لكل الكائنات التى نراها والتي لا نراها بالعين المجردة عن تحقيق هذا؟
وهل يعجز الذي خلق كل شئ بنظام من أول الالكترونات التي تدور حول نواة الذرة وما تحويه من نيوترونات وبروتونات إلى الكواكب التي تدور حول الشمس وإلى النجوم والمجرات التي لا آخر لها عن تحقيق حلمي وحلمك؟
سبحانه وتعالى "فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون"
ومؤكد أن الله أرحم مني ومنا جميعا على كل الكائنات وما تلك الرحمة والاشفاق الذي زرع فينا تضاهي ذرة من محيط رحمة ربك
نتألم إذا رأينا شيئا مأساويا لأن عقلنا لم يدرك حكمته بعد
وكيف تظهر الأشياء الجميلة في هذه الحياة بغير تحفيز واختبار لها؟
كيف يظهر الصبر بدون ابتلاء؟
كيف يظهر الوفاء بدون الفراق؟
كيف تظهر العزيمة والاصرار بدون الفشل؟
كيف تظهر الشجاعة بدون الخطر؟
كيف يظهر الحِلم بدون الاساءة؟
كيف يخرج التحمل بدون الألم؟
كيف تخرج التوبة بدون الذنوب؟
وكيف .. وكيف ..
لا بد من حث كل تلك الصفات الجميلة على الظهور كي تذهب إلى مكانها - الجنة - فالجنة مكان كل جميل وكل طيب
أهل هذه الصفات هم من يستحقون هذا المكان الذي لا سوء فيه ولا ألم ولا شقاء ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون
فقد تم اختبارهم وقد نجحوا
وما هذه الدنيا إلا إختبار حتى يميز الله الخبيث من الطيب
"ألا إن سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة"
فمن نحن كي نتخيل الأمر بيدنا أو نفترض ذلك "إنه كان ظلوما جهولا"
لست أدري متى تجرأت على هذا التخيل حتى تواجهت مع تلك الحقيقة:
لو كان الأمر بيدي أو بيد غير الله لكان العالم بؤسا حقيقيا ومحل تجارب وأهواء وعبث
وهنا علينا ان نتفكر في قول الله تعالى : " وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق "
"وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون "
..
فكم تمنينا شرا وظننا به خيرا .. وكم كرهنا خيرا وطننا به شرا
بل إننا قد نرى الخير كثيرا وفيرا فنبخل به ولا نعطي منه أحدا "قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِن رَحْمَة رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَة الْإِنْفَاق"
إننا ندعي الكرم والله هو الكريم العاطي الوهاب
والحقيقة أننا كذبنا عندما ادعينا اننا لو ملكنا الأمر لأعطينا أحدهم اكثر مما أعطاه الله
..
فماذا عن الكائنات الأخرى؟
وهنا أجيب بقوله تعالى "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ"
إنهم أمم أمثالنا يحكم الله بينهم كما يحكم بيننا ويعدل فيهم كما يعدل فينا ويجازيهم كما يجازينا وما أوتينا من العلم إلا قليلا
...
علينا أن نؤمن أن الأمر كله بيد الله وان أمره كله خير وتدبيره كله خير وحكمه كله خير نؤمن بجوارحنا وأفعالنا وقلوبنا
المطلوب مننا التوكل على الله (وليس التواكل) ومن ثم الدعاء .. إذا أحببت شخصا إذا تمنيت الخير لأحدهم فادع له الله ولا تقل أبدا (لو) ..
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ" سورة المؤمنون
..
فلك الحمد يا الله على ما قضيت
ولك الحمد أنك أنت الله ولا إله سواك ولا متحكم في أمرنا سواك
الأمر كله لك .. ماضٍ فينا حكمك .. عدل فينا قضاؤك
والحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
#تأملات_شخصية
اكيد طبعا ربنا احن من اي بشر *القطة العمية*
ردحذف